الشهر: يونيو 2020

الرَّجُلُ الَّذي في مقعد د2

عَبرت كيلسي ومعها ابنتها البالغة من العمر أحَّد عشرَ شهرًا مع جهازِ الأوكسجين الخاصِّ بها ممرَّ الطَّائرةِ الضَّيق. كانتْ تُسافرُ لطلبِ العلاجِ لطفلتِها الَّتي تُعاني من مرضٍ مُزمِنٍ في الرِّئةِ. بعدَ فترةٍ وجيزةٍ من جلوسهما في مقعدهما المشترك، جاءتْ مضيفةُ الطَّائرةِ وقالت لكيلسي إنَّ مسافرًا في الدَّرجةِ الأولى يريدُ تبادُلَ المِقعدِ معها. فقامتْ كيلسي ودموعُ الامتنانِ تجري على وجهها وشقَّت…

الله معنا دائمًا

كانتْ ليلى على شفا الموتِ بسببِ مرضِ السَّرطانِ، ولم يتمكَّن زوجها تيموثي من فهمِ لماذا يدعُ الإلهُ المُحبُّ زوجتَهُ تعاني! فقد خدمتهُ بأمانةٍ كمعلمةٍ للإنجيلِ ومُرشدةٍ ومتابعةٍ للكثيرين. وصرخَ قائلًا: "لماذا سمحتْ بحدوثِ ذلك؟" لكنَّه استمرَّ في السَّيرِ بإخلاصٍ مع اللهِ. 

سألتُهُ بصراحةٍ: "إذنْ لماذا لا زلت تؤمنُ باللهِ؟ ما الَّذي يجعلُك لا تبتعدُ عنهُ؟"

أجابَ تيموثي قائلًا: "بسببِ ما حدثَ من…

أفضلُ حياةٍ

كتبَ فليسوفُ القرنِ السَّابعِ عشر توماس هوبز كلماتِه الشَّهيرةَ إنَّ الحياةَ البشريَّةَ في حالتِها العاديَّة "فرديَّةٌ وفقيرةٌ وسيِّئةٌ وقاسيةٌ وقصيرةٌ". وقال هوبز إنَّ غرائزَنا تميلُ بنا إلى أن نحارب للوصولِ إلى الهيمنةِ على الآخرين؛ ولذلكَ فإنَّ إقامةَ حكومةٍ سيكونُ ضروريًّا للحفاظِ على القانونِ والنِّظامِ. 

تبدو النَّظرةُ القاتِمةُ للبشريَّةِ وكأنَّها الأحداثُ الَّتي وصفها يسوع عندما قال: "جَمِيعُ الَّذِينَ أَتَوْا قَبْلِي هُمْ سُرَّاقٌ…

السَّيرُ مُستقيمًا

تتطلَّبُ قيادةُ الجَّرارِ أو حراثةُ الأرضِ وعَمَلُ صفوفٍ مستقيمةٍ عينًا ثابتةً ويدًا قويَّةً. ولكن حتَّى أفضلُ العيونِ من الممكنِ أن تُخطئ وتجعلْ الصُّفوف تتداخل، وبنهايةِ اليومِ تُتعبُ حتَّى أقوى الأيدي. لكنْ الآن هناكَ قيادة أوتوماتيكية تعتمدُ على تكنولوجيا نظامِ تحديدِ المواقعِ العالميِّ )GPS( وتتيحُ الحصولَ على دِقَّةٍ تصلُ إلى بوصةٍ واحدةٍ )2.5 سم( عند الحرثِ والزَّرعِ والرَّشِ. إنَّه نظامٌ فعالٌ…

الرَّقصُ أمامَ الرَّبِّ

منذُ عِدَّةِ سنواتٍ زُرتُ أنا وكارولين كنيسةً صغيرةً حيثُ بدأتْ امرأةً ترقُصُ في الممرِّ أثناءَ وقتِ العبادةِ. وسرعان ما انضمَّ إليها الآخرون. نظرنا أنا وكارولين إلى بعضِنا البعض ومرَّتْ بيننا موافقةٌ دونَ كلامٍ: "لسنا نحنُ من يفعل ذلك!" فقد كُنَّا قد جِئنا من كنيسةٍ تقليديَّةٍ تُفضِّلُ القُدَّاسَ الجَّادَ، وهذا الشَّكل من العبادةِ كانَ خارجَ منطقةِ راحتِنا )أي أنَّنا ما كُنَّا…

أوثانٌ من بابِ الاحتياطِ

يتحقَّقُ سام من حسابِ تقاعدِهِ مرَّتين كلَّ يومٍ. فهو قد قامَ بالإدِّخار لمدَّةِ ثلاثين عامًا، وبدفعةٍ من سوقِ الأسهم المُتصاعِد، أصبحَ لديه أخيرًا ما يكفي للتَّقاعد، وذلكَ إن لم يحدثْ هبوطٌ حادٌّ في الأسهم. حوَّلَ هذا الخوفُ سام إلى رجلٍ قلقٍ بشأن حسابهِ التَّقاعديِّ.  

حذَّر إرميا من هذا: "بِعَدَدِ مُدُنِكَ صَارَتْ آلِهَتُكَ يَا يَهُوذَا، وَبِعَدَدِ شَوَارِعِ أُورُشَلِيمَ وَضَعْتُمْ مَذَابحَ لِلْخِزْيِ،…

كيفَ تُعيدُ البناءَ

خرجَ القائدُ على صهوةِ جوادِهِ في منتصفِ الَّليلِ لتفقُّدِ العملِ الَّذي ينتظره هو وأهل مدينته. وبينما كانَ يتجوَّلُ بينَ الدَّمارِ المتناثر في كُلِّ مكانٍ، رأى أسوارَ المدينةِ المُدمَّرَةِ والأبوابَ المحروقةِ. في بعضِ المناطقِ كانَ من الصَّعبِ المرورُ بجوادِهِ بسببِ الحطامِ. وفي النِّهايَةِ عادَ إلى البيتِ حزينًا. 

عندما حانَ الوقتُ لإبلاغِ مسئولي المدينةِ بالأضرارِ، بدأ بالقولِ: "أَنْتُمْ تَرَوْنَ الشَّرَّ الَّذِي نَحْنُ فِيهِ"…

مخلوقون لبعضِنا البعض

تقولُ ستيلا: "عندما يكون سعيدًا، أكون سعيدة". ويجيب ميرل: "أشعرُ بالسِّعادةِ عندما تكون بالقربِ مني". ميرل وستيلا متزوجانِ منذ 79 عامًا. وعندما قُبل ميرل مؤخَّرًا في دارٍ لرعايةِ المُسنين كان بائسًا، لذلكَ أعادتُه ستيلا بسرورٍ إلى البيتِ. يبلغُ من العُمرِ 101 عامٍ وهي 95. وعلى الرَّغمِ من أنَّها بحاجةٍ إلى مشَّايَةٍ لتتمكنْ من التَّحرُّكِ إلَّا أنَّها كانتْ تفعلُ ما بوسعِها…

لقد غَيرني

عندما سُجنَ جون الَّذي كانَ يُديرُ أكبرَ بيتٍ للبغاءِ في لندن، كان يظنُّ ويُردِّدُ قائلًا: "لكني رجلٌ صالحٌ". وقرَّرَ وهو في السِّجنِ أن يحضرَ درسًا للكتابِ المُقدَّسِ في السِّجنِ من أجلِ الكعك والقهوةِ، لكنَّهُ صُدِمَ بمدى سعادةِ نُزلاءِ السِّجنِ الآخرين. وبدأ يبكي خلالَ أوَّلَ ترنيمة وبعدَ ذلك تلقَّى الكتابَ المُقدَّسَ. وقد صدمَهُ كالبرقِ ما قرأه في سفرِ النَّبي حزقيال وغيره.…

معًا نفوزُ

تلقَّى القس صامويل باجاجا في منتصفِ الَّليلِ مُكالمةً هاتفيَّةً يُطلبُ فيها منه القدومُ إلى بيتِ أحَّدِ أعضاءِ الكنيسةِ. عندما وصلَ وجدَ المنزلَ مُشتعلًا بالنَّاِر. كانَ الأبُ قد دخلَ المنزلَ لإنقاذِ أحَّدِ أطفالِه وتعرَّضَ للحرقِ إلَّا أنَّهُ خرجَ ومعه ابنتَه وهي فاقدة الوعي. كانتْ المُستشفى على بُعدِ ستَّةِ أميالٍ. ومع عدمِ وجودِ وسيلةِ مواصلاتٍ مُتاحةٍ قامَ القسُّ والأبُ بالرَّكضِ بالطِّفلةِ إلى…